fbpx
مجلس الأعيان

رسالة المجلس حول الانتخابات التشريعية ليوم 12 جوان 2021

الرّقم: 039/21.

رسالة المجلس

سادتي الأفاضل، سيّداتي الفُضليات،

السّلامُ عليكم ورحمةُ الله تعالى وبركاته وبعد،

نحنُ مدعوون شهر جوان القادم، للقيام بواجب وطنيّ يتمثّلُ في انتخاب من يٌمثّل ولايتَنا في المجلس الشعبيّ الوطني.
وكما تعلمون، فإنّ مجلس الشيخ باعبدالرحمان الكرثي، هي الهيئةُ الشرعيّة الوحيدة المُمثّلة لأعيان وعشائر وادي مزاب، وبالتّالي المخوّلةُ باختيار التوجّه السيّاسي لكافّة مُدنِ مزاب فيما يخصّ الانتخابات الوطنيّة.

ونظرا للنّتائج الإيجابيّة الّتي حقّقها في الانتخابات التشريعيّة سنتي 2012 و2017 فقد قرّر المجلسُ أن ينتهِج نفسَ الاستراتيجيّة الّتي مكّنَته من ذلك، أي تقسيم مُدن مزاب إلى ثلاث رابطات تشمل:

  • الأولى، كُلّا من غرداية ومليكة
  • الثانيّة، كلّا من العطف وآت يسجن وبنورة
  • الثالثة، كلّا من القرارة وبريان

ويجدُرُ التذكيرُ فيما يخصّ الرابطة الثانيّة، وهي الّتي تَعنينا، بأنّ مجالس أعيان المُدن الثلاثة قد أَبرمَت سنة 2012 اتفاقيّةً تنُصّ أساسا على التّداول فيما بينها على تمثيل الرابطة، فبعد انتخاب العُهدات السّابقة نُوّابا من العطف ثمّ من بنورة ، فالتمثيل سنة 2021 يعود لمدينة آت يسجن.

سادتي الأفاضل، سيّداتي الفُضليات،

لقائل أن يقول بأنّ الظروف السيّاسيّة للبلاد قد تغيّرت وأنّ هُناك حَراكا يدعو إلى مُقاطعة هذه الانتخابات، وبالتّالي لا جدوى من المشاركة فيها طالما لم تتحقّق كلُّ المطالب المشروعة للحَراك.

قد نُشاطِره الرأي ونتفهّم موقِفَه لو لم نكن ننتمي لمجتمع مُهيكَلٍ ومُنظّم، يَضع المصلحةَ العامّة فوق القناعات الخاصّة والشخصيّة.
والمصلحةُ العامّة في هذا الشأن تقتضي حسن اختيار من يمثّل مزاب في المجلس الشعبي الوطني.

لقد سبق وأن قاطع الكثيرُ مِنّا الانتخاباتِ الرِّئاسيّة، كما قاطع الاستفتاءَ حول تعديل دستور البلاد، وتفهّمنا موقفَ من رأى في ذلك مُسانَدةً للحَراك ورفضا لتجاهُلِ مَطالِبه، لكن لم يمنع ذلك من انتخاب رئيس للبلاد ولا من إقرار دستور جديد للبلاد.

فَبِودّنا أن تفهموا وتتيقّنوا إخوانَنا المواطنين، أخواتِنا المواطِنات، أنّ الانتخاباتِ القادمِةَ ستسفر لا محالة عن مجلس شعبي وطني، وأنّها ستسفر لا محالة عن ثلاثة مُمثّلين عن وِلايتنا في هذا المجلس، فإمّا أن تشارِكوا في حُسنِ اختيار هؤلاء المُمثّلين الثلاثة، وإمّا أن تتخلّفوا وتتركوا غيرَكم يختار مكانَكم عِلما أنّ اختياره قد لا يُرضيكم.

فمسؤوليّتُكم عُظمى وتاريخيّة

اعلموا يرحمكم الله أنّ الرّهان الحقيقيّ في هذه الانتخابات هو إثبات وجود هيئاتِنا العُرفيّة الّتي لم تُستهدَف يوما عَبْرَ التّاريخ مثلما استُهدِفت في السّنوات الأخيرة، واسمحوا لنا أن نُخاطِبَ فيكم المسؤولَ المُخلِصَ لهيئاتِه، ومِن خِلالِكم كلّ مُواطنٍ غيور على وَحدة مزاب.

ونَدَعُكم تسألون أنفسكم يوم الاقتراع :

  • • هل ترغبون في تعزيز وجود هيئاتِكم العُرفيّة واستمراريّتها ، أو تختارُون خُذلانها في وقت هي في أمسّ الحاجة إليكم.
  • • هل بِصوتكم أو بامتناعكم عن التّصويتِ تُشاركون في توحيد الكلمة الّتي اتّفق عليها أولو الأمر من قومكم، أو تختارون تشتيتها وتقويض وحدة مجتمعكم.

ليس لنا غيرَ أن نَكِلَكم إلى ضمائركم، فهي أجدرُ مَن يُجيبُكم على هذه الأسئلة.

سادتي الأفاضل، سيّداتي الفُضليات،

قد يخالِفُنا الرأيَ البعضُ منكم وهذا أمرٌ طبيعي جِدّا، حيث أنّ اختلافَ الرأي في أيّ مُجتمع علامةٌ من علامات صِحّته، بل أكثر من ذلك فهو أمرٌ ضروريّ وحيويّ للمجتمع، لكن ما لا يُسمح به هو أن يتشبّث المرءُ برأيه ولو على حساب إجماع الأمّة ووحدة المجتمع.

إنّنا نهيبُ بِكم أن تساعدونا على تحمّل هذه المسؤوليّة الثقيلة، وتثِقوا في إخلاصِنا وصِدق نَـوايانا، ونرجو أن نَـلمَسَ قريبا هذه الثِقةَ في أُهبَتِكم لِـمُساندة القائمة الحُرّة “الوحدة والتداول” وذلك بِتجنيد كافّة أعضاء هيئتِكُم لِـلمشاركة في هذه الانتخابات المختلفة تماما عن سابقاتها من وجوه عِدّة. وربّما أوّلُ دليل على هذه الثِقة قد يكون قراءةُ هذه الرسالة على مسامع كلّ أعضاء هيئتكم، وتبليغُ فحواها لكلّ أفراد المجتمع، رَفعا للهِمَم وتحفيزا لِـمشاركةٍ فعّالة يوم الاقتراع.

“السواقي الصغيرة تصنع الجداول، واجتماعُ السّواعِدِ يَبني الوطنَ، “.

وإلى أن نَلتقي بِكم في مُناسبات قادِمَة، إن شاء الله، تقبّلوا مِنّا، أسمى عِبارات التّقدير والاحترام.

والسلام عليكم ورحمته تعالى وبركاته.

آت يسجن يوم 17 ماي 2021

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى