بمناسبة مرور عام على تأسيس هيئة الشباب لمجلس أعيان آت يسجن، نتشرّف بتقديم هذا التقرير الذي يَعرضُ أسبابَ النشأة وأهدافَها وأهمَّ ما قامت به من نشاطات.
وسعيا مِنّا لتفعيل دور الشباب في المجتمع، وتأكيدا في التقرّب من هذه الفئة المهمّة، نصّب مجلسُ الأعيان لآت يسجن بتاريخ 22 ماي 2018 هذه الهيئة المتكوّنة من ثلّة من الشباب ليكونوا اللبنةَ الأولى لتفعيل التواصل بين المجلس والشباب.
وإذا تحدّثنا عن شباب آت يسجن يجب علينا أن نَتقدّم بالشكر الجزيل أوّلا لمن أطّر شبابَ البلدة لسنوات، وكوّنهم بدءا من الأساتذة الذين ربّونا في المدارس الحُرّة، أو الرّسمي مُنذ نعومة أظافرنا إلى وصولنا إلى التخرج في الحرّ أو في الجامعات، حفظهم الله وجعل ذلك في ميزان حسناتهم.
أما تأطير الشباب في الحقل الاجتماعي فهنا الكلام يطول ويتشعّب، إذ أنّ الشاب في كلّ مراحل حياته إلاّ و يجد جمعيّة أو هيئة تقوم بتأطير تلك المرحلة، أثناء طفولته، أو في مرحلة الشباب في شتّى المجالات: الرياضيّة بمختلف أنواعها، وفي المجال الثقافي والديني والتربوي وفي جانب اكتساب الشباب للمهارات وفي مساعدة الشباب على التوظيف أو في إيجاد حِرفة لمستقبله، ولا ننسى دورَ العشائر في التكفّل بالمعوزين، وتشجيع النجباء، ومُختلف اللجان التابعة للأعيان، وجمعيات ذوي الاحتياجات الخاصّة، وأخرى خاصّة بأخواتنا وأمهاتنا (الجمعيّات النسويّة).
وبعد هذا العرض الشامل لما يقوم به الخيّرون من جهد مشكور بتأطير الشباب وتوجيهه، فكّرنا، نحن هيئة الشباب، في أن نتّجِه إلى مجال مُكمّل لما سبق ذِكرُه، ونحاول أن نكون لبنة تُضافُ إلى أعمال السابقين وجهودهم.
نحن نعيش في هذه السنوات الأخيرةِ عصرَ الأنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، وأصبحت المكانَ المفضّلَ للشباب المعاصر، و نحن لسنا في مجال تحليل هذه الظاهرة أو تقييمها، وإنّما هي عرضُ حال، ونظرةٌ واقعيّة، يجب أن نُقِرّ بها، ونحاول استغلالها. ففي أوّل لقاء بين الهيئة والأعيان، علِمنا أنّ مجلس الأعيان بصدد إنشاء موقع إلكتروني خاصّ به، فطلبنا من المجلس الإسراع في إطلاق هذا الموقع في أقرب الآجال، لِيكونَ الوسيلةَ التي نتواصلُ بها مع الشباب كمرحلة أوليّة، فكان انطلاقُ الموقع بعد ثلاثة أشهر من التنصيب.
قُمنا بِتحضير فيديوهات، تطرّقنا فيها لمواضيعَ تهمّ الشباب ومستقبلَهم حتّى نستغلّ تواجدَهم بكثافة في المواقع يوميّا.
في الفاتح من أكتوبر، ومع الدخول الدراسي والجامعي، كان مُناسبةً لعرض أوّل فيديو، تطرّقنا فيه لواقع طلب العلم وضرورته لدى المُتمدرسين، كما كانت أوّلُ التعاليم التوجيهيّة التي جاء بها الوحي السماويّ للنبيّ محمّد عليه الصلاة والسلام، وهي طلب العلم، وجاءت مواضيع أربعة فيديوهات اللاحقة لـ:
- تتناول الفُرصَ المُتاحةَ للشباب في مجال التوظيف. كون المنطقة، خاصة آت يسجن، سياحية بامتياز،
- بعد ترسيم اللغة الأمازيغية،
- ماهي الامتيازات الفلاحية للدولة، خاصّة مناطق الجنوب،
- توجيهات لمن آنس من نفسه القدرة على دخول عالم المقاولاتية،
- أهمية الأنترنت، وكيفيّة التعامل معها،
- مبادرات في الجانب السياسيّ… نُتمّنها وننميها بالحوار الجادّ والمسؤول،
- مناسبة العام الجديد 2019
- واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لنحافظ على أخلاق شبابنا وقيمه، وهي الأهمّ،
- الفيديو المُقبِل بحول الله سيكون حول استثمار فراغ العطلة الصيفيّة.
لا يسعُنا في نهاية هذا المقال إلاّ أن نرفع آيات الشكر لكلّ الأساتذة، وذوي الخِبرة في الميدان، والشباب الذين ساهموا معنا بتوجيهاتهم وآرائهم من خلال الفيديوهات، وكان عددُهم 26 متدخّلا، فجزاهم الله عنّا كلّ خير، وجعل ذلك في ميزان حسناتهم.
بلغ عددُ مشاهدات فيديوهات الهيئة في الموقع أكثر من 5500 مشاهدة، بدون إعادة، وفي اليوتيوب أكثر من 4100، ومدّة المشاهدة لجميع الفيديوهات بلغت أكثر من 242 ساعة، وعدد التفاعل في الفايس بوك بلغ أكثر من 4900 تفاعل بين تعليق أو إعجاب أو نشر.
كلّ هذه المبادرات التي ينعمُ بها المجتمع اليوم من جهود العاملين في الحقل الاجتماعي، أو من طرف هيئة الشباب لسنة كاملة، تحتاج إلى التطوير والتفعيل أكثر، وذلك بتكاثف الجهود والحوار البنّاء بين أطياف المجتمع، وكلّ المجهودات السابقة هي غيض من فيض كما يُقال وقطرات من الماء ملأت جزءا من الكوب، وليحاول كلّ فرد من المجتمع أن يسأل نفسه كيف يُمكن أن يملأ الجزء الفارغ مِنهُ، لا أن يكسر الكوب.
تقبّل اللهُ من العاملين المخلصين الذين ضحّوا بأوقاتهم ومجهوداتهم وأموالهم من أجل تقديم الخير للمجتمع، ووفّق الآخرين لتقديم النصح والمُساعدة لهم في الميدان.
وبعد هذا التقرير عن نشاط الهيئة الذي يُعتبر جزءا من الخطوة الأولى في مسيرة الألف ميل، والتي سنصلها جميعا بإذن الله، فليس من شيمة المسلم الواثق في عون الله التشاؤمُ مهما كان الوضع، وندعو من هذا المنبر كافّة الشبابَ للالتفاف حول هياكله العرفيّة وجمعيات البلدة للمساعدة بالانضمام إلى مكاتب الشباب في العشائر لتكون الآلية الحقيقية لمناقشة المواضيع التي تهمّ الأمّة عامّة والشباب خاصّة، وتقديم المقترحات، وطرح البدائل الملائمة والحلول المناسبة لها.
و إن تعذّر الحضور الفعلي إلى الجلسات، يُرجى إرسالُ الاقتراحات إلى صفحة الفايسبوك أو موقع الأعيان أو البريد الالكتروني لهيئة الشباب بموقع الأعيان.
و في الأخير نشكر كلّ من ساعدنا، من هيئات وجمعيات وأفراد، سواء بالعمل أو المشورة أو الدعاء.
فمزيدا من الإنجازات لبلدتنا، وذلك بالتعاون بين جميع شرائح المجتمع و الله الموفق للصواب.
هيئة الشباب
آت يسجن في 22 ماي 2019
