السيرة النبوية في العهد الـمكي: مراجعة معرفية وحديــثِــيَّــة
مع إجراء تطبيقات للقاعدة الحديــثِــيَّــة الجديدة: “حدُّ النص التابع للسند”
تقديم الكتاب:
تميزت حياة رسول الله (ص) بأخلاق عالية، وشمائل طيِّبة، ألهمت المؤلِّفين من السلف والخلف للتسابق في تدوين مجريات السيرة النبوية.. فظهرت إثر ذلك بعض المبالغات في الوصف، وعلت بعض المنزلقات في التعبير، مما يتطلب التحري في النقل، والتمعن في القول، إيمانا بأن الرسول (ص) بشر، من قوله تعالى: “قُلِ اِنَّمَآ أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى آ إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَهُكُمُ إِلَهٌ وَاحِدٌ”، وإقرارا بأن أعمال الخلق بعده (ص) كلها تندرج في دائرة الاجتهاد، وتخرج من حلبة العصمة والتقديس.
اقتصرت الدراسة على تقديم نماذج من سيرة الرسول (ص)، من خلال سيرة ابن هشام، ووظفت منهج تحليل الأخبار، وتدقيق المرويّات، وتوجيه الأحداث بما لا يتعارض مع الآيات البيّنات، ولا يصطدم مع النقول الصحيحة للأحاديث حسبما أرادها مدوّنوها وجامعوها، لا كما قرأها شرّاحها والمعلّقون عليها من المتأخّرين بأمد.. فتوصلنا بعد استقراء النصوص وتتبعها إلى أن ما دوِّن في كتب الصحاح والسنن من الأحاديث النبوية لا يرجع كله إلى رسول الله (ص)، وهو ما سمح بصياغة قاعدة حديثية جديدة هي: “حد النص التابع للسند”.
ونتصور أن توظيف هذه القاعدة سيحل كثيرا إشكالات التضارب في قراءة الأحاديث، وسيزيل كثيرا أسباب التشنج والفرقة بين المسلمين فيما اختلفوا حوله، وبالأخص في المجال العقدي والفقهي والتاريخي وغير ذلك.
المؤلف: أ.ابن ادريسو مصطفى بن محمد أستاذ بجامعة غرداية، الجزائر
طالع أيضا للكاتب:
