fbpx
أعلام آت يسجن

الشيخ اطفيش الحاج امحمد بن يوسف

هو الشيخ الحاج امحمَّد بن يوسف بن عيسى بن صالح،  من عائلة آت اطفيَّش، ومن عشيرة الشيخ بامحمد بن عبد العزيز، من بني يزقن، ولاية غرداية.
الشيخ الحاج امحمَّد بن يوسف بن عيسى بن صالح

الاسم الكامل

الحاج امحمَّد بن يوسف اطفيش

تاريخ الميلاد

خلال سنة 1243هـ/1827م

تاريخ الوفاة

 السبت 24 ربيع الثاني سنة 1332هـ
الموافق ليوم 21 مارس سنة 1914م

مكان الميلاد

قصر تغردايت


تعريف قطب الأئمة

هو الشيخ الحاج امحمَّد بن يوسف بن عيسى بن صالح،  من عائلة آت اطفيَّش، ومن عشيرة الشيخ بامحمد بن عبد العزيز، من بني يزقن، ولاية غرداية.

وأمّه هي السيّدة مامة ستِّي بنت الحاج سعيد بن عدّون، من عشيرة آت يدّر.

وُلد خلال سنة 1243هـ/1827م بغرداية، حيث كانت عائلته تقيم مؤقّتا، ووافـته المنـيـَّة رحمه الله ببني يزقن، يوم السبت 24 ربيع الثاني سنة 1332هـ الموافق ليوم 21 مارس سنة 1914م، وذلك بعد مرض ألـمَّ به ثمانية أَيـَّام.

رسالة قايد البلدة فضلي سليمان بن عيسى يعلم فيها الحاكم العسكري بملحقة غرداية بوفاة الشيخ اطفيش في ذلك اليوم.
رسالة قايد البلدة فضلي سليمان بن عيسى يعلم فيها الحاكم العسكري بملحقة غرداية بوفاة الشيخ اطفيش في ذلك اليوم.

كان له من الإخوة ثلاثة أشقّاء  وهم: عيسى وموسى اللذان كانا تاجرين وإبراهيم الذي كان عالما. وقد توفيت له شقيقتان في صغره، وذلك حين نشأته الأولى بغرداية.

توفّي والده وهو لايزال صغيرا، فعادت به أمّه إلى بلدته بني يزقن حيث عاش يتيما تحت رعاية أمّه وإخوته وكفالتهم.

تعليمه

تلقّى تعليمه على يد أخيه الأكبر الحاج إبراهيم، وعلى تلاميذ الشيخ ضياء الدين عبد العزيز الثمينيّ، وهم: الشيخ الحاج امحمد بن عيسى ازبار، والشيخ عمر بن سليمان، والشيخ الحاج سعيد بن يوسف وينتن؛ والشيخ الحاج سليمان بن عيسى. وكان إلى جانب ذلك يعتمد على نفسه في تعلّمه اعتمادا شبه كليّ: كان يبتدئ أَوَّل الكتاب، أو أَوَّل الفنِّ على شيخه ثُمَّ يتِمُّ البقيّة لوحده، وساعده على هذا ذاكرته القويّة في الحفظ والفهم السريع، وطموحه ورغبته في التلقّي والتعلّم.

دفعه تكوينه العصاميُّ إلى البحث عن المصادر، فبدأ بما حوته مكتبات وادي مزاب، ثمّ راسل العمانيّين خاصّة لإمداده بالمصادر اللغويّة والأدبيّة، وكان يستعين بالمسافرين من تلاميذه إلى مصر والمغرب لاقتناء المؤلّفات المختلفة، وكانت رحلتاه الحجازيّتان فرصتين مهمّتين اقتنى فيهما كتبا من مكّة والمدينة ومصر وغيرها من المدن التي زراها، فخلّف مكتبة زاخرة في شتّى العلوم والفنون.

حقائق عن قطب الأئمة

وبالرغم من عدم خروجه من وادي مزاب إلاّ قليلا، بسبب اشتغاله بالتعليم منذ سنة 1837، وبسبب تضييق السلطات الاستعماريّة عليه عند دخولها إلى وادي مزاب، إلاّ أنّه كان على اتّصال بزعماء وقادة سياسيّين، وبشخصيات علميّة مرموقة، يشهد لذلك رسائله الكثيرة والمتنوّعة، فنال أوسمة اعتراف بعلمه، وهي: وسام الدولة العثمانيّة، ووسام سلطان مسقط وعمان، ووسام سلطان زنجبار، ووسام الأكاديميّة الفرنسيّة؛ كما لقّبه الشيخ نور الدين السالميّ العمانيّ “قطب الأئمّة”؛ وكان يطمح أن يكون مجدّد دين الله في عصره، فقال:

وَإِنِّي لأَرْجُـو أَنْ  أَكُونَ الـمُجَدِّدَا            لِـدِينكَ يَا رَبِّ وَيَا مُظْهِرَ الذُّخْرِ

آثاره ومؤلفاته

وقد تنوعت الفنون والمواضيع التي احتوتها آثاره، منها خاصّة: أصول الدين والعقيدة، وأصول الفقه والفقه، وعلوم اللغة، والتفسير والحديث والمنطق، ثمّ آثار أخرى في تاريخ وادي مزاب، والحساب، والفلك والفلاحة والطب……إلخ.

بلغ عدد مؤلّفاته 135 عملا ما عدا المراسلات؛ وعدد الكتب فيها هو 107 كتاب، الموجود منها 93 كتابا، والمفقود 14 كتابا؛ وَأَمَّا القصائد والمنظومات فهي 28 قصيدة ما عدا المقطوعات. وأهمّ تآليفه تفاسيره الثلاثة: هميان الزاد إلى دار المعاد، وداعي العمل ليوم الأمل، وتيسير التفسير؛ بالإضافة إلى الموسوعة الفقهيّة الإباضيّة: شرح النيل وشفاء العليل.

جهاده ضد المستعمر الفرنسي

قصر حياته على ثلاثة أمور وضّحها في هذين البيتين:

ولَـوْلاَ ثَلاَثٌ هُـنَّ:  تَعْلِيمُ جَاهِلٍ                    وخِـدْمَةُ رَبيِّ وَالجِهَادُ لِذيِ الكُفْرِ
لمَاَ كُنْتُ أَخْشَى المَوْتَ، وَالموْتُ لاَزِمٌ               وَإِلاَّ فَمَـا الحياةُ وَالمَرْءُ فيِ قَهْرِ

ويعني بجهاد ذي الكفر جهاد المستعمر الفرنسيّ، وقد كلّفه -بداية- حبسه لمدّة أربع وعشرين ساعة في خيمة قائد الحملة على مزاب دي براي (Du Barail) سنة 1882، ثمّ فُرضت عليه الإقامة الجبريّة ببلدته، فلا يخرج منها إلاّ بتصريح خاصّ من الحاكم العسكريّ لملحقة غرداية؛ وسُجّل في الدفتر “B”، فكان أوّل من سُجّل فيه في منطقة غرداية العسكريّة، ولا يسجّل فيه سوى المناضلين السياسيّين الخطرين على أمن واستقرار الاستعمار الفرنسيّ بالجزائر.

تلاميذه

تميّز قطب الأئمّة الشيخ اطفيش بتفتّحه، فقد كان يدرس الأديان الأخرى غير الإسلام، ويدرس المذاهب الإسلاميّة غير المذهب الإباضيّ، وأحيانا يأخذ بآراء علمائها؛ كما تميّز بإيمانه بضرورة التواصل بين المسلمين، فكان على اتّصال مستمرّ بالإباضية في عمان وزنجبار وجبل نفوسة وجربة ووارجلان، وعلى اتّصال وثيق بالعالم الإسلاميّ مشرقا ومغربا، يتابع أخباره، ويراسل قادته وزعماءه.

غرس الشيخ اطفيش هذا الفكر في تلاميذه، فصنع من أبرزهم شخصيات وطنيّة ومغاربيّة وإسلاميّة؛ منهم: الشيخ أبو إسحاق إبراهيم بن محمد اطفيش (1888-1965م)، والشيخ أبو اليقظان إبراهيم بن الحاج عيسى(1888-1973م)، والشيخ سليمان باشا الباروني النفوسيّ اللّيبـي(1870-1940م)، والشيخ صالح بن يحي بن الحاج سليمان (1871-1945م)، والشيخ محمد بن الحاج صالح الثمينيّ (1897-1970م).

هؤلاء التلاميذ البارزون وغيرهم من أبناء جيلهم أثمر فيهم فكر القطب حركة إصلاحيّة تميّزت بقوّة ارتباطها بالفكر الإباضي، وتمسّكها به: عقيدة راسخة، وسلوك قويم؛ من خلال مدارسة تراثه العلميّ، والحرص على طبع المخطوط منه؛ وبالتفتّح على النهضة العربيّة الإسلاميّة في مختلف مجالاتها، فأنشأت بعثة علميّة في تونس منذ سنة 1914 تحت رئاسة الشيخ أبي اليقظان، ومارست الصّحافة، فكانت صحافة وطنيّة إسلاميّة، كصحافة الشيخ أبي اليقظان، وهي سبع صحف أصدرها بين سنتي 1926 و1938م: “وادي ميزاب”، و”ميزاب”، و”المغرب”، و”النور”، و”البستان”، و”النبراس”، و”الأمّة”، و”الفرقان”، ومجلّة “المنهاج”  1925-1930 التي أصدرها الشيخ أبو إسحاق اطفيش بمصر، وجريدتا الشيخ سليمان باشا البارونيّ “أسد الإسلام” 1906 بمصر، و”البارونيّ” 1913م بإستنبول؛ وساهمت في إنشاء الأحزاب السياسيّة كالحزب الدستوريّ التونسيّ الذي كان من مؤسسيه إلى جانب الشيخ عبد العزيز الثعالبيّ الشيخ صالح بن يحي، وكان من أعضائه الفاعلين الشيخ أبو إسحاق اطفيش، والشيخ أبو اليقظان، والشيخ محمد بن صالح الثمينيّ؛ وشاركت في تأسيس الجمعيات الوطنيّة، كجمعية العلماء المسلمين التي كان من مؤسّسيها الشيخ أبو اليقظان إبراهيم بن الحاج عيسى، والشيخ إبراهيم بن عمر بيوض1899-1981م؛ وجاهدت الاستعمار بالسيف والقلم، فكان الشيخ سليمان باشا البارونيّ أحد أبرز قادة الثورة الليبيّة على الاستعمار الإيطاليّ، وكافح غيره الاستعمار الفرنسيّ في الجزائر وتونس.

كتب عن الشيخ

خصّص له مفدي زكرياء، تلميذ تلميذه الشيخ محمد الثمينيّ مقطعا كاملا في “إلياذة الجزائر“:

طُفَيِّشُ سُقياكَ قطبَ الأئمّهْ،     ومَن عـاش  بالفكر يصنع أمّهْ
ومَ ن شقّ بالعلم درب الحياهْ،      وصان  لنُبل الرسالات حرمهْ
ومن قطع العمر يغزو الكتابْ،     ويَفري الظلامَ، ويلهبُ همّهْ
ودان له الحـرف بالخالداتْ،           فأخلص للحرف عهدا وذمّهْ
وأنصف من خالفوه اجتهادا،        وصان عن الجدليّات علمَهْ
ومهما  توزّع في الرأي فكرٌ،     فهيهات يصدع شملا ولُحمَهْ
وكم قام يعصف بالظالمينْ،          وينصَبُّ فوق المغيرين نِقمَهْ
فلم تُثْنِه ظلـماتُ السّجونْ،         ولا الدسُّ والكيدُ أوهنَ عزمَهْ
ويدعو لكلّ احتلالٍ ثُبورَا،            ويَضرعُ في النّكبةِ المُدْلَهِمَّهْ
سلوا قادةَ الشّرقِ عن صدقه،      ونُبل مـشاعـره في الملمّهْ

 

كاتب الترجمة: د.حمودة مصطفى بن بكير

فيديوهات ووثائقيات

حصة علماء الجزائر سير و عبر عن الشيخ امحمد بن يوسف اطفيش والتي بثت على القناة الوطنية للقرآن الكريم

 

ربورتاج حول الملتقى الدولي الثاني الشيخ اطفيش (قطب الأئمة) بجامعة غرداية، الجزائر

    المصدر
    كاتب الترجمة: د.حمودة مصطفى بن بكير

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    زر الذهاب إلى الأعلى